الملخّص تناولت هذه الدراسة موضوع التّربية الوقائيّة في القرآن الكريم، ببيان مفهومها، وتحديد أسسها، وتوضيح المنهج القرآني العام في بناء مجتمع الفضيلة، من خلال: ترسيخ عنصر الإيمان في النّفوس، ورفع بناء الضمير فيها. وظهر أنّ التّربية الوقائيّة لها مبانٍ إيمانية: كالتحذير من الشّرك والنّفاق، وأخلاقيّة: كالتّحذير من ضعف الهمّة والانتكاس، واجتماعيّة: كالنّهي عن الغيبة والنّميمة، واقتصاديّة: كتحريم الخمر والتّطفيف. وأبرزت الدراسة معالم التّربية الوقائيّة من خلال: أولاً: التّعاليم الخاصّة بصحة الفرد وحمايته من الأمراض، كتشريع الوضوء والاغتسال، وفرض الصّيام وتحريم الإسراف. ثانياً: التّعاليم الخاصة بصحة المجتمع وحمايته من انتشار الأوبئة والآفات، بتحريم الزّنا والشذوذ، وأكل الميتة ولحم الخنزير، وتناول الخمر والمسكرات. ثالثاً: التّعاليم الخاصّة بستر الأعراض، بإيجاب الحجاب، والاستئذان، وغضّ البصر. وقد راعت هذه الدراسة جدة الموضوع فأسّست له، وحال الواقع المعاش فاختارت الأمثلة التي تبرز الحاجة إليها، إذ تبيّن من خلالها أنّ التّربية الوقائيّة: منظمومة متكاملة الأهداف والنتائج، تراعي واقع الفرد والمجتمع على حدٍّ سواء، وتسير في اتّزان يتوافق مع متطلبات الإنسانية جميعها. وقد خلصت الدراسة إلى أنّ القرآن الكريم، هو منهج وقائي قبل أن يكون منهجاً علاجياً، من أخذ به وبتعاليمه، فقد حمى نفسه ومجتمعه من الأضرار والآفات الواقعة أو المتوقّعة.
النص الكامل
http://www.najah.edu/modules/graduates/graduates.php?hint=2&id=607&l=ar